البعد الإستراتيجى للتراث نجمعه ، نصونه ، نتيحه.. ب هذا الثلاثى نعتبر أن التراث من المواد الأساسية الصانعة للتقدم والمحفزة له ، على غير ...
البعد الإستراتيجى للتراث نجمعه ، نصونه ، نتيحه..
بهذا الثلاثى نعتبر أن التراث من المواد الأساسية الصانعة للتقدم والمحفزة له ، على غير ما هو مألوف عند البعض ، خاصة إذا كان الهدف من نشرالتراث والتعامل معه واضحاً فى أذهان القائمين عليه .
فالبعض يهرب إليه أحياناً ليكون ملاذاً آمناً من مشاكل الواقع المعاصر ، وهؤلاء يرفضون الحاضرويرون مستقبلهم وراءهم .
والبعض الآخر يستشرف المستقبل من خلاله ، فيعمق به معرفته بالحاضر ، ويقفز به نحو المستقبل .
وفى الحالين يُعَدُ التراث ملجأ وأملاً يدعو إلى المحاكاة وإدراك القيم الكامنة فى التراث والمحفزة للمجتمع على بناء الحاضر والتخطيط للمستقبل هو ما نسميه ( البعد الإستراتيجى للتراث ) .
نسمع عن مصطلحات مثل : ذاكرة المؤسسة ، ذاكرة الوطن ، ذاكرة الأمة وذاكرة العالم ، ونضيف إليها نحن ذاكرة القبيلة بإعتبار أن القبيلة هى نموذج لتلكم ، لها كيان خاص وعادات وأعراف وأيضاً تراث وقانون يعّرف بقانون البادية ، ولعلنا الآن أحوج ما نكون إلى التقليب فى صفحات تراثنا بكل إتجاهاته بإعتبار أن التراث أصبح اليوم حصناً مستهدفاً لأنه يؤكد على الهوية الوطنية والهوية القومية ومن ثم يتعارض مع توجهات العولمة ، ومن هنا يصبح التمسك به أحد أسلحتنا فى الدفاع عن هويتنا وعلينا أن نقتبس من حضارة الأمة مايساعد على إستيعاب الواقع المعاصر وقضاياه المعقدة وأن نسترشد به إنطلاقاً نحو المستقبل الذى يجب أن نصنعه بأيدينا كما صنعه الرواد الأوائل ، ونحن أسرة الطحاوية أحد بطون قبيلة الهنادى أدركنا كل ذلك وشحذنا الهمم ولملمنا أوراق التراث وما ذُكر فى أوراق التاريخ عن القبيلة وما تبقى على ألسنة الرواة وشيدنا هذا ( الأوقيانوس ) نجمع فيه ما تبقى من شذرات التراث ، نجمعها نصونها ونتيحها وتكون منارة لمن يهتدى بها .
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ أبوالفتح كشاجم :
غدونا وطرف الليل وسنان غائر
***وقد نزل الأصباح والليل ساتر
بأجدل من حُمر الصقور مؤدب *** وأكرم ماجربت منها الأحامرُ
جرىء على قتل الظباء وأنه *** ليعُجبنى أن يقتل الوحش طائرُ
المصايد والمطارد، أبوالفتح كشاجم ، تحقيق محمد أسعد طلس
، مطبعة دارالمعرفة ، بغداد ، 1954 ، ص 87
منظومة الهدد عند الطحاوية فى الصيد أركانها الصقر ، السلوقى ، الغزال ، الحصان والجمل هذه المنظومة هى قصيدة القنص من ألفها إلى يائها وهى الهواية بالكامل ، كل ركن من أركانها ينتقى بعناية ويربب بعناية فائقة وجهد كبير ويدربون كفريق عمل لكلً دوره وكل منهم يفهم دور الآخر ، عند الهدد يتأخر السلوقى قليلا عن تقدم الطير من الفريسة ليعطى له الفرصة للقيام بدوره واذا وصل السلوقى قبل الطير يرتفع الطير ليفسح المجال للسلوقى وعندما يتم الصيد ينتظر الصقر والسلوقى وصول الحصان والذى يعدو تجاه هذه الملحمة ويقف عندها تلقائياً فقد تربب على ذلك وعندما يصل القناصة يلتمون حول هذه الفرائس يخلصون الطير من الغرال أو الأرنب أو طائر الحبارة أو ما هُد عليه ويقال عند الهدد على الغزال كانوا يطلقون ثلاثة طيور .
سبحان الخالق العظيم ، من هواياتهم المفضلة الصيد بالصقور وتدريبها على صيد الحبارى والأرنب والغزال بمعاونة الكلاب السلوقى والهجن والخيل وإعداد حملة خاصة بالقنص والذهاب الى الصحراء الشرقية أو شبه جزيرة سيناء والتخييم بها لمدة شهران أو أكثر وذلك فى موسم معين .
هذه فقط مفردات وكل مفرده تحوى الكثير والكثير من المعانى النبيلة والشيقة سنأتى على ذكرها ، الآن فقط الصور التالية والنادرة وربما تفتح شهيتنا للمتابعة هذا ( غيض من فيض ) .
الصور الثلاث من رحلة قنص حضرة صاحب العزة / محمد بك سعود الطحاوي ، في عشرينات القرن الماضي |
الصورتان لحضرة شيخ العرب / عبدالحميد تركي مجلي الطحاوي |
كان عرب الطحاوية يستأجرون أرضاً فى صحراء مصر لممارسة هوياتهم فيها وكانوا يمنحون تصاريح لذلك ، هذا تصريح للشيخ / طلب مالك سعود الطحاوي وهذه مقدمته :
رخصة صيد خصوصية ، يصرح بموجب هذه الرخصة لحضرة الشيخ / طلب مالك سعود الطحاوى صيد الغزال بسيناء بواسطة الصقر ( من 30 مارس حتى 30 يونيو عام 1926 ) وذلك فى المنطقة المبينة حدودها بعد ، على ان لا يتعدى الحدود المذكورة وعلى ان لا تكون الحكومة مسؤلة عنها فى لو قصدها سواه للصيد فيها فعليه خفارتها بواسطة رجاله دون مطالبة الحكومة بأى شيء .
تصريح آخر للشيخ/ بشاري سعود بنفس الشروط لمدة عام |