حضرة الشيخ حمد مجلي سليمان الشافعي الطحاوي لا زلنا وكما وعدنا زائر موقعنا وصفحات التراث نبحث وراء الكلمة ، ونعدو خلف الفكرة ، ونلهث عند ال...
لا زلنا وكما وعدنا زائر موقعنا وصفحات التراث نبحث وراء الكلمة ، ونعدو خلف الفكرة ، ونلهث عند الوثيقة ، إيماناً منا بأن كل كلمة قديمة هى تراث ويجب أن توثق ، كل مُسمى كل فكرة كان يتبعها من سبقونا هى تراث ، وعلينا أن نتأكد أن كل ما كان يمارسُه العرب من هوايات وعادات كانت تضفى على حياتهم اليومية كثير من المواقف بل والمُسميات أيضاً ، حتى صارالبدوى يُسمىَ بإسم الطائر والفرس يُسمى بإسم صاحبة ، وعندما إقتربنا من كل ذلك وجدنا كل منهما لصيق الآخر ، عِشرة كما يقولون ، كل منهما يدُخل السرورعلى الآخر حتى حفظ كل منهما سكنات الآخر وأوجاعة وحالاته المزاجية ، الحصان يفهم خّياله ، ويحفظ كل منهما الآخر كذلك الصقر والكلب والهجين ، فحديث الخيل والقنص كان مادة الحديث والمفاخرة فى كل جلسات العرب ، بل وطوال النهار وطوال العام أيضاً ، ووجود الصقر فى كل المجالس كما يبدو فى الصّور وحمله على اليد يٌعد ضرباً من الفخر والمباهاة والعزّة أيضاً .
كل ذلك وأكثر مما لم تصل إليه أيدينا وذاكرتنا بعد إن ما يوحى ويؤكد بمكانة هذه الهوايات النبيله لدى أصحابها ، فأصبح ليس من الهيّن عليهم بالمرة التفريط فيها وفى كل أدواتها وذكرياتها ، فقط عليك أن تُذكّر الشيخ بشئ من ماضى هذه الهواية ولن تستطيع بعدها لملمة ما إنفرط من عقد الكلمات الجميلة عن هذه الهوايات ، ما نعرض إليه فى سطورنا التالية هو صيد الغزال بالصقر وأدوات الصيد ومواقيته ، ثم صرخة وغَيرة وحَمّية أيضاً من شيخ الصقارين ، جائت بعد إن إنفطر قلبه ألماً على ما آل إليه نشاط هذه الهواية ، ومن دافع غيرته ذهب يسّطر وينزف كلمات وتراث فى آن واحد ، فكنا نحن نتلقى كل ذلك على أوراقنا ونهدهده ونسّطره ، ونهوّن عليه وعلى غيره ، آملين أن نجد لهذه الصرخات رجع صدى طيب يُعيد للهواية ما أفسده الدهر منها .
المندوب السامي البريطاني مايلز لامبسون مع شيوخ عائلة مجلي الطحاوي |
بعد أن مضى على ظهور سهيل ( النجم اليمانى ) بضعة أسابيع ، أى فى غضون شهر سبتمبر ، وفى أحد الأيام ، وقف رجلان يتحاوران أمام مربط خيول الشيخ ، وكان الوقت عصراً وقبل غروب الشمس ، سأل أحدهما صاحبه : شفت الفصادة الأزرق ؟ فجاوبه : لا.. لسة بدرى ، فأجابه أن هذا آوانه ، وبينما هما يتحاوران وإذا برجل يركض نحوهما وهو يصيح شفت الفصادة الأزرق ، فين يا رجل ؟ عند ( الحلة ) - والحلة مكان مُحاط بأعواد الذرة الجافة وهو لنشر محصول الذرة فى الشمس حتى يجف - قول وغيّر ، والله جَد .. ثم إنطلق يعدو نحو مجلس الشيخ حيث كان جالساً يشرب القهوة ، قال : الفصادة الأزرق يا سيد ، جَد يا ولد ؟ نعم يا سيد ، قال سيده : قول لرزق يدبح خروف الفصادة .
هذه من عادات عرب الطحاوية بالنسبة للقنص ، وما سمعته هذا عزيزى القارئ بداية موسم التلفيف عندهم ويتبعه القنص - أما الفصادة الأزرق وقدومه فذلك إستبشاراً بقدوم الصقور من الغرب وبداية موسم الصيد ( المقناص ) ، وإن هى إلا بضعة أيام حتى بدأ الإستعداد ( للتلفيف ) وهذه الكلمة أستحدثت بينما الكلمة الأصلية لقبائل الغرب هى ( الرماك ) ولقبائل الشرق ( الطاروح ) ، لطرح الصقور وتقديمها للشيوخ ، فهناك من يقوم بعمل ( اللفايف والفرائس ) - وهى شراك وسنتعرض لها لاحقاً ـ وهناك من يقوم بجلب الحمام البرى من الأبراج وتجهيز ما يلزم للذهاب للبر والسواحل لصيد الصقور ، وعادة يتم تجهيزالخيام والسيارات أوالدواب - الجمال الخيل الحمير والبغال أيضاً .
صحافة عالمية الباحث الألماني : كرستوفر في مؤتمر أشبيلية عام 2018 مستر دريسكل ( حكمدار العاصمة ) وعبد الغفور بِك في رحلة قنص مع عائلة مجلي الطحاوي |
في هذه البانوراما الجميلة إجتمع المشايخ بالأطفال في شد الرحال لرحلة قنص طويلة وعظيمة وشارك في هذه البانوراما كلاً من : المشايخ / سداد تركي ، يونس سعيد ، محمد حمد مجلي ، سليمان مجلي ، شهاب مجلي ، أبو القمصان ، مرعي مجلي ، عبدالرحمن سليمان ، عبدالقادر سليمان مجلي الطحاوي |
مشايخ عائلة مجلي والبارجة برهامة ، في هذه الصورة الواقفون من يسار المشاهد : المشايخ شندي حنضل عامر ، سعيد مجلي ، محمد مجلي ، سليمان مجلي ، شهاب مجلي |
يفيض علينا أيضاً الشيخ أحمد ، أنه فى سنة ( 1402هـ ، 1982م ) تشرفت بالعمل صقاراً لدى جلاله الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ، فلما توفاه الله تشرفت بإختيار صاحب السمو الملكى الأميرعبدالله بن خالد بن عبدالعزيز حفظه الله لى من ضمن صقاقير سموه وأخوياه الأكارم ، فكنت مسؤلاً عن طيوره الخاصة أثناء التعليم والقنص والقرناص ، مشمولاً أنا ومن معى برعاية وكرم سموه حفظه الله ، ولا أنسى أصحاب السمو الملكى الكرام الأمير فهد والأمير بندر والأمير محمد أنجال سمو الأمير ، وأذكر على سبيل المثال الأخوة الكرام سلطان بن نايف بن عون العتيبى ، مشعل بن نايف ، فريج ، عبدالعزيز بن شويش ( أبو راجح ) ، سلطان بويريد ( أبو سعد ) ، سطام بن سعود المطيرى ، دبى بن محمد ، عبيد ، معيض ، حزام ، فرحان ، عبدالله بن حثلين ، شبيب ، عاتق ، سليمان ، دخيل ، فلاح ، صالح جرعول ، وجميع الأخوة الأحباب الذين لن أنساهم أبداً إن شاء الله ، كما لم أنسى ، قصرالروضة ، قصرالرفيعة العامر الذى كنا نعلم الطيور به وندعيها ، ومرات عديدة كنت أدعو الطير وأمرّجه ( أى مدعا بدون السبب ) فى فناء ذلك القصرالعامر خلف بيت الشعر ، الذى كنا نضع به الطيور، وأذكر أن مربط الخيل كان به فحلان من الخيول عربى وإنجليزى ( أشعل ، عاصى ) والفرس كوكب ، هذا على سبيل المثال ، وكان هناك جمل وناقة من ذوى السنامين ، ولما ماتت الناقة لم نستطع إخراجها من الشبك بسبب حزن الجمل عليها ، وتم إخراجها بصعوبة ، وبعدها بفترة غيركبيرة أعتقد أن الجمل مات أيضاً ، كان هناك نعام وأنواع من الطيور والحيوانات وأيضاً ظباء ، حيا الله ذلك المكان العامر وراعيه الكريم ، وأذكر من طيورنا فى ذلك الوقت على سبيل المثال ( نمران ، ملتاع ، هوجاس ، نزَاع ، هبّاد ، مردود ، مظلوم ، الفلبينى ) ، ولا أنسى يوم غدا ملتاع فى حرة طريف ، سألنى سمو الأمير : تعتقد يعود ملتاع ؟ قلت نعم يعوّد بإذن الله ، وبعد حوالى عشرين يوماً أو أكثرعاد ملتاع لنا ونحن فى العسافية على ما أذكر، وقد كافأ سمو الأمير من أعاده لنا وكافأ أيضاً من معه ، من الأماكن التى قنصناها رفقة سمو الأمير الكريم تيماء ، دهنة ، نواضر ، عروس ، العسافية ، الحرَة ، الصمّان ، النفود ، الربع ، السادة ، أرماح ، جماجم ، وبعض الشعبان ، أيضاً العراق - اللصف ، جزيرة شمر ، القارة - أيضاً الأردن ، ما أحلى القنص والبكور بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس والمواتر مستعدة والطيور والصقاقير ، بعد القهوة والحليب بالزنجبيل والحنينى والشاى ، وتوكلنا على الله تتقدمنا سيارة الأمير ثم الهدد والوناسة والصيد والقصيد وسوالف لا غيبة فيها ولا نميمة ولا ما يكدر صفونا ، ليس فيها إلا كل علم نافع وسوالف أجاويد عن الطيور والهدد والخرب والحبارى ، ثم المضحى وصلاة الظهر والعصر ثم الهدد ثم العودة مع صلاة المغرب إلى المخيم ، وبعد صلاة المغرب والعشاء تٌعرض فى مجلس سمو الأمير أفلام الصيد التى صُورت أثناء النهار ، ثم ينام الجميع مبكراً إلا أنا لا أنام ، جالس أمام القهوة ، أشرب القهوة سواء فى القهوة أو فى خيمتى لا أنام إلا مقدار ساعتين على الأكثر ، ولا أدرى السبب القهوة أم غيرها ، أذكر المخافس بأرض العراق وهى ضرب نيازك أو شهب والله أعلم ، أذكر الفقع ( الكمأ ) ، أذكر يوم قتلنا خنزير برى بالغابة بالعراق دهمه بشير بسيارته ، كانت معى الديزرت رانجر السكس الزرقاء ، ومع سمو الأميرالديزرت رانجر السكس الذهبى ، وباقى سيارات الطرد رينج روفر ، معنا سيارات الجمس واللوارى والتويتات والشيولات وسيارات الحملة الميكانيكية والصوالين والأوناش وديازل النور ، شجعنى موقعنا التاريخى ( الموقع التاريخى لأسرة الطحاوية ) على إستعادة ما تبقى بذاكرتى من ذكريات جميلة فقدحت زناد فكرى محاولاً لملمة ما تبقى من هذه الطرف الجميلة والحقيقة أن هناك الكثير ولكن ما أفضت به الآن ليس إلا قليل من كثير ، أذكرأيضاً القصيد فى ملتاع وقد بلغ عدد ما صاده إثنان وثلاثون حبارة ما بين دجاجة وخرب ذلك الموسم وأفتخربذلك ، فقد كان من تدريبنا نحن أهل الطيور وصقاره صاحب السمو لطيورة الخاصة أنا وبن عمى عبدالمنعم الطحاوى ، وقد جاء مرة مساءً وقال يعنى الأخويا يقولوأ فى ملتاع عند سمو الأمير فى المجلس وإحنا ما نقول ، وقلت له إن شاء الله نقول ، وكانت أول مرة أوثانى مرة أحاول القصيد ، فذهبت معه إلى المجلس وإرتجلت أمام سموالأميروأخوياه .
تصريح للشيخ دخيل عبدالمجيد سليمان عام 1926م |
خطاب توصية لعين أعيان الشيخ / سليمان مجلي ، من المفوضية السعودية لتسهيل مأمورية الحج له عام 1927م |
حديث الشيخ برجس :
إستخدم الشيخ برجس مفردة الصقارة مأخوذة من الصقر ، والتصقير بالصقر ، والصقّارهو من يهوى هذه الهواية ، جُل هذه المفردات يجمعها مُسمى القنص أو الصيد بالصقور .
وبالرجوع إلى منطقة الشرق الأوسط ليس هناك دولة تمنع الصيد نهائياً ، أكبر تراث لهذا الصيد فى المغرب العربى وليبيا ، دولتي الأردن وسوريا تضم أسواقاً للطيور ولم يُمنع فيها الصيد وباقى دول الخليج العربى ، وقد خُصصت قنوات فضائية بالتليفزيون للتحدث طوال الوقت عن الصقور ، أما سوق الصقور بالخليج العربى فهو قائم أساساً على الطيورالتى تأتى إلى الخليج من أمريكا الشمالية ، ثم يلى ذلك باقى دول أوروبا ، ويوجد فى إيطاليا 15000 صقار ، الكثير منهم يقومون بصيد الطيور بالبندقية ولا يوجد لهم شريعة كالشريعة الإسلامية السمحة التى تمنع أكل الجوارح وقتلها ، أما فرنسا فقد سمحت وزارة البيئة للصيادين الفرنسيين بصيد 12 مليون طائر خضارى وباقى الصيادين طالبوا بـ3 مليون طائر أخرى حتى يكون العدد 15 مليون طائر ، أما جنوب أفريقيا فتسمح بالصيد فى جميع الولايات بها .
التركمانستان رحبت بي كمصرى قادم للصيد وأن هذه الهواية التى إندثرت فى الحكم الشيوعى الروسى بدت هناك رغبة فى عودتها وكذلك إستعادة كل ما فقد من تراثها ، هناك مؤامرة على التراث المصرى العربى مثل إنقراض الحصان العربى الأصيل وأصبح لا وجود له الآن فى مصر ، وإختلطت السلالة العربية بباقى الدول الأوروبية ، وبمراجعة التاريخ نجد أن هجوم الصليبيين على الوطن العربى إعتماداً على الحصان العربى لما توفر فيه من صفات قوة التحمل والصبر ، نظرالأوروبيون نظرة الحقد إلى الحصان العربى الأصيل الوافى طول وعرض بعد أن هزمهم صلاح الدين الأيوبى ومعه جُند مصر وخيولهم ، ودرّس لهم الأخلاق الكريمة ( عدم قتل الأسرى ) وفى هذا السياق كان صلاح الدين الأيوبى يقتنى مجموعة من الصقور ، فقد علّم قائد جيوش الفرنجة ( ريتشارد قلب الأسد ) كيفية معاملة الصقور ، ومنذ ذلك الحين يُنظرللجواد العربى الأصيل بأنه ( الفانتوم أو الشبح ) ، ومن تلك الأيام إلى أن جاء إبراهيم باشا وجنّد عرب المغاربة فى الجيش ، ووجد أسلافنا معهم علوم الصحراء والنجوم والرياح وكانوا بالنسة له بمثابة ( G.P.S) وعلوم أخرى هو فى أشد الحاجة إليها ، وتوالت الإنتصارات إلى جبال المورا شرقاً وبحيرة فيكتوريا جنوباً ، ونظر الأوروبيين إلى هؤلاء الجُند وللحصان العربى بنظرة الحقد هذه حتى وصل بهم الأمر إلى تجنيد ( MR. BRANCH) وصنعوا له لجنة تشبية للخيول العربية ( CLASSIFICATION ) للخيول العظيمة ، ولم يمر من هذه اللجنة إلا أقزام خيول العرب ، وإذا ما نظرنا إلى ما تبقى من هذه الخيول لإستدرنا خجلاً ، وفيما بعد إكتشفوا أن مستر برانش هذا ليس إلا سائق قطار فى بريطانيا ، وفى حرب 1973م إستعان بهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمرافقة الكوماندوز وراء خطوط العدو ، والدلالة بهم ليلاً إلى بر السلام ووزعت أنواط الشجاعة .
الآن هناك مؤامرة على الصقر وهواية الصيد به فى مصرحتى لا يوجد بعد ذلك جيل يعرف الصيد وتنقرض هذه الهواية ... نحن آخر جيل يحافظ على هذا التراث وبعد هذا الجيل سينقرض هذا التراث ولن نجد من يُحيّيه من جديد إلا بالسماح للأجيال القادمة بمعرفة هذه الهواية ، تراثنا حياتنا ، هذه الهوايات تُنمّي فى صاحبها دأبه على النشاط وحبه للصحراء ومراقبته للنجوم والأودية والرياح والهضاب والمنحدرات والتى بدورها تقربه من الله سبحانه وتعالى وتُزيد من إدراكه وسعة أفقه ، فى هذه الهواية تتجلى العبقرية الإسلامية ، وفى الفقه الخاص بالصيد نرى ما نزل بشأنه من الآيات الكريمة ، حدد الإسلام واجبات الصيد ونواهيه إلتزاماته حقوقه وبيّن الكيفية التى يتم بها ، وأنزل الله فى مُحكم كتابه العزيزآية تخص الصقارة على وجه التحديد .
الصيد بالسلاح الجارح وبالحيوان والطير ، بقوله تعالى :
منافع الصيد :
من منافع الصيد أيضاً صحة الجسم
وصفاء الذهن والطهر والبراءة والعفة وعظمة الصمت والإعتماد على النفس مما يحدو
بالإنسان إلى التفكر فى حكمة الله سبحانه وتعالى وصنعه . هذا ما نتمناه لأولادنا
ولكل من يمارس هذه الرياضات الرفيعة ، إن هذه الصحارى إذا تركت جائها الأجنبى وعبث
بها دون وازع أو رادع ، فنحن فى مصر لنا فى هذا التراث الباع الطويل ،
حيث نقوم بتعليم طيورنا تعليماً جيداً ومتوارث من قديم ، فنكتفى بطريدة واحدة
ولتكن حمامة برية ، أما أهل الخليج فيتفاخرون بكمية ما يوقعونه من طير ، وإننا لا
نملك سوى سيارة واحدة وبندقية واحدة للدفاع لا قتل ولا حرق ، ونحن لسنا فى موقع
المسؤلية مما يحدث من الخليجيين ، نحن مصريون غيورون على كل شبر من أرض
مصرنا العزيزة ونفخر بالمحميات ، نحمى حماها مبتعدين كل البعد عنها ، ونحن
من رعايا الحكومة المصرية ونحترم كل القوانين المصرية ، وكل ما نرجوه هو مطلب بسيط
نتمكن من خلاله ممارسة هوايتنا وتراثنا النبيل لنتمكن من توريث هذه الهواية
للأجيال القادمة من ضرب المحافظة على التراث المصرى والهوية المصرية .
إن
حكومتنا الرشيدة والعظيمة والأبية أيضاً لن تسمح بأى حال من الأحوال أن
ُيطمث ثراثها هكذا ، ولن تسمح لأي أجنبي أن يجوس أرضها عابثاً بها جائراً على ما
حبته الطبيعة لصحرائنا وترابنا ومناخنا أيضاً من فضائل ، فقط كل ما نرجوه برنامج
بموجبه يستطيع المواطن المصرى الجنسية أن يمارس هواية الصيد بداية من ( منتصف شهر
سبتمبر حتى نهاية شهر نوفمبر ) من كل عام ، أما إرتياد الصحراء بغرض النزهه والتروح
والإستطلاع فيكون مسموح به للمصرى قبل غيره الأجنبى .
قصة الصّور :
تحدثنا سابقاً أننا نستمتع دائماً
بما نجده من مفاجآت تخدم موضوعات الموقع ، وإننا ويعلم لله بكل جد ونشاط نعدو بل
نلهث وكأننا فى سباق مع الزمن وراء كل معلومة أو وثيقة ونتكبد الصعاب ونتعرض لكثير
من الحرج والتعثر ونتحرى الدقة دائماً ، هذه المرة كانت مدام هيلجا الطحاوى
الألمانية التى عاشت زوجة وفية إلى أحد شيوخ الأسرة وأعلامها - المرحوم الشيخ
/ سليمان عبدالحميد عليوة الطحاوى - منذ أكثر من خمسون عاماً ، بكل أريحية فتحت
لنا خزانة المرحوم لنجد فيها الكثير والكثير من الصور والوثائق ، وفتحت لنا أيضاً
قلبها العامر بالقومية والحب للمرحوم ولأسرتها التى إحتضنتها أكثر من نصف قرن ،
وعرضت علينا المساعدة الجادة من ترجمة بعض الوثائق والصحف عن اللغة الألمانية
والإنجليزية ، وكذلك تبادلنا معها الثقافة والفكر ولا شك أن كلاً منا وجد الآخر ، إلا أنها لا تعرف شيئاً عن الشيوخ الموجودين فى هذه الصور ، ولكننا إنتقلنا
بهذه الوثائق إلى الشيخ / طحاوى سعيد مجلي لنعرف شيئاً عنها ، فى محاولة ثانية
منا للتأكد من تاريخ هذه الصور ، وجدنا أن الصبى ذو السابعة من عمره تقريباً والذى
يقف أمام صف الشيوخ ويحمل بندقية الدفاع ، هو الشيخ عبدالستار شهاب مجلى الطحاوى ،
هذا ما سمعناه ، والشيخ عبدالستار كان لم يعقب غير بنتاً واحدة وهى بيننا الآن ،
وجدنا عندها صورة مماثلة وأكدت لنا ما سمعناه وإستوضحنا منها تاريخ ميلاد ووفاة
والدها رحمه الله ، مما جعلنا نتأكد من تاريخ هذه الصور والتى تقع فى الفترة من ( 1910 - 1920م )
كذلك تبين أن موديل هذه السيارة يعود إلى عام 1910م تقريباً ، سمعنا أيضاً إسم (
مايلز لامبسون ) مرافقاً لإحدى الصور لكننا لا نجزم ولكن نحلل ونربط فقط ، سمعنا أيضاً من أحفاد هؤلاء الشيوخ أن من الأضياف الذين قنصوا معهم ووضحت
صورهم معهم المندوب السامى البريطانى لكننا لم نتأكد من ذلك بعد ولذا وجب
التوضيح .
ساعد فى هذا الموضوع
- شيخ العرب الحاج / برجس عبدالحميد تركى مجلى الطحاوى .
- شيخ العرب الحاج / أحمد إسماعيل فضل مالك سعود الطحاوى .
- مدام / هيلجا الطحاوى حرم المرحوم شيخ العرب / سليمان عبدالحميد عليوه الطحاوى .
التعليقات المرفقة بالصور القديمة تحتمل الصواب والخطأ نظراً لقدم الفترة التاريخية التى تمت فيها هذه الرحلات .